الإرهاب وتنظيمات العنف الإثني والجريمة المنظمة في مالي: دراسة لشبکة التفاعلات المعقدة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العلوم السياسية کلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة

المستخلص

لا ينشأ الإرهاب کظاهرة مستقلة عن محيطه، أو عن الفاعلين الرئيسيين في هذا المحيط. ويقدم واقع الإرهاب في مالي بإقليم الساحل الأفريقي حالة نموذجية تمکنت فيها التنظيمات الإرهابية من بناء شبکة معقدة من التفاعلات القوية تربطها بعدد من اللاعبين الرئيسيين. على هذا الأساس، يصبح من المهم دراسة کيفية قيام التنظيمات الإرهابية في مالي بعملية "تشبيک" ناجحة تتجاوز بها العزلة المفروضة بفعل عمليات مکافحة الإرهاب من قبل القوات المحلية والدولية، وهي العملية التي من خلالها تمد التنظيمات الإرهابية جذوراً مجتمعية قوية وتقيم علاقات فعالة لتبادل المنافع.
وتشهد مالي منذ عام 2012 ظاهرة لافتة مفادها تمکن التنظيمات الإرهابية من إقامة شبکات واسعة ومتشعبة من التفاعلات مع العديد من التنظيمات الأخرى التي تختلف معها من حيث التوجه الأيديولوجي لکنها تتفق معها في الوسائل المستخدمة. فمن ناحية ظهرت تقاطعات واضحة بين التنظيمات الإرهابية وتنظيمات العنف الإثني من خلال ظهور تنظيمات إرهابية ذات انتماءات إثنية شبه حصرية، ومن ناحية ثانية أقامت التنظيمات الإرهابية علاقات وثيقة مع بعض من ميليشيات الدفاع الذاتي التي أسستها بعض الجماعات الإثنية في مالي. وبالمثل، أقام الإرهاب في مالي علاقات لتبادل المنافع مع تنظيمات الجريمة المنظمة المحلية، وکذا تنظيمات الجريمة المنظمة الدولية العاملة في إقليم الساحل الأفريقي.
على هذا النحو، يظل من غير الممکن لأي من الجهود المحلية والإقليمية والدولية المبذولة لمکافحة الإرهاب في مالي وغيرها من دول الساحل الأفريقي أن تحظى بفرصة حقيقية للنجاح من دون تفکيک شبکة تفاعلات التنظيمات الإرهابية لحرمانها من مصادر الدعم المفتوحة، الأمر الذي يحتم ارتباط جهود مکافحة الإرهاب بجهود أخرى تعالج مشکلات الاندماج الوطني وضبط الحدود ومکافحة الفساد
Terrorism does not thrive in isolation. Building effective networks enables terrorist organizations to live longer and obtain more assets of power. Accordingly, it gains more importance to examine how terrorist organizations conduct a successful "networking" process with other social actors.
Since 2012, Mali has witnessed an unprecedented wave of terrorism that managed to sustain for nine years although extensive national, regional and international efforts of counter-terrorism operations in African Sahel. Terrorist groups in Mali have been able to establish broad and complex networks of interactions with many other actors that provide terrorism with profound social roots and means of survival. Several patterns of co-operative intersections have emerged between terrorist organizations and ethnicity-based self-defense militias. Similarly, terrorism in Mali established mutually beneficial relationships with local and international organized crime which were substantially valuable for both parties.
Consequently, it is impossible for any local, regional and international counter-terrorism efforts in Mali to have a real chance of success without dismantling social networks that link terrorist organizations to ethnic militias and organized crime, in order to deprive terrorism of sources of support. To guarantee the success of this inclusive counter-terrorism approach, it becomes a priority to allocate more resources to deal with the root causes of terrorism such as social divisions, poverty, and corruption

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية