التداعيات السياسية لظاهرة التغيرات المناخية دراسة حالة "المحيط المتجمد الشمالي"

إن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم نتيجة الاحتباس الحراري وما ترتب عليه من تزايد درجة الحرارة وتراجع مستوى الجليد أدى بدوره إلى فتح قنوات وممرات مائية جديدة خالية من الجليد تخدم قطاع الشحن في منطقة المحيط المتجمد الشمالي، هذا بالإضافة إلي ظهور العديد من الموارد التي تزخر بها تلك المنطقة، مما خلق فرص للنقل البحري والسياحة بالإضافة إلى استخراج الطاقة والثروة السمكية.
ونظرا لأهمية القطب الشمالي قامت روسيا عام 2007 بغرس علمها في قاع المحيط من التيتانيوم المقاوم للصدأ كإشارة منها على سيادتها في المنطقة القطبية الشمالية، ويعد هذا العمل بمثابة نقطة تحول في التنافس على المنطقة، حيث دفع الدول المشاطئة وبالأخص الولايات المتحدة الامريكية وكندا ودول غير ساحلية كالصين إلي تبنى استراتيجيات تهدف إلى تعظيم الاستفادة من تلك المنطقة ، مما دفع روسيا القيام بحماية مصالحها اما عن طريق تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة لمواجهة التوسع الغربي  تجاه حدودها أو التوجه نحو إقامة تحالفات مثل التحالف الصيني الروسي.
ومن ثم ساهمت التغيرات المناخية في تحول القطب الشمالي من منطقة مستقرة مسالمة يغلب عليها حالة التعاون لتصبح جبهة متجددة للمنافسة الدولية.
The climatic changes that the world is witnessing as a result of global warming and the consequent increase in temperature and the decrease in the level of ice have in turn led to the opening of new channels and waterways free of ice that serve the shipping sector in the Arctic Ocean region, in addition to the emergence of many resources that abound in that region, which has created opportunities for maritime transport and tourism in addition to extracting Energy and fisheries.
            In view of the importance of the North Pole, in 2007 Russia planted its flag on the ocean floor of stainless titanium as a sign of its sovereignty in the Arctic region. Those who adopted strategies aimed at maximizing the benefit from that region, prompted Russia to protect its interests, either by strengthening its military presence in the region to confront Western expansion towards its borders, or heading towards establishing alliances such as the Sino-Russian alliance.
            Hence, climatic changes contributed to the transformation of the Arctic from a stable and peaceful region dominated by a state of cooperation to become a renewed front for international competition.